سورة ق - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (ق)


        


قوله جلّ ذكره: {ق وَالقُرْءَانِ المَجِيدِ}.
ق مقتاح أسمائه: قوي وقادر وقدير وقريب.... أقسم بهذه الأسماءِ وبالقرآن المجيد.
وجوابُ القسَم محذوف ومعناه لَتُبْعَثُنَّ في القيامة.
ويقال جوابه: {قَدْ عِلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مْنْهُمْ وَعِندَنَا كتابٌ حَفِيُظ} أي لقد علينا.. وحفت اللام لمَّا تطاول الخطاب.
ويقال: جوابه قوله: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ}.
قوله جلّ ذكره: {بَلْ عَجِبُواْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَئ عَجِيبٌ}.
{مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ}: هو محمد صلى الله عليه وسلم.
والتعجُّبُ نوعٌ من تعبير النَّفْسِ عن استبعادها لأمرٍ خارج العادة لم يقع به عِلْمٌ من قَبْل. وقد مضى القولُ في إنكارهم للبعث واستبعادهم ذلك: {أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ}.
أي يَبْعُدُ عندنا أَنْ نُبْعثَ بعد ما مَتْنا. فقال جل ذكره: {قَدْ عَلِمْنا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظُ}.
في هذا تسليةٌ للعبد فإنه إذا وُسِّدَ التراب، وانصرف عنه الأصحاب، واضطرب لوفاته الأحباب. فَمَنْ يَتَفَقَّدُه ومَنْ يَتَعَهَّدُه وهو في شفيرقبره، وليس لهم منه شيءُ سوى ذكرِه، ولا أحدَ منهم يدري ما الذي يقاسيه المسكين في حُفْرته؟ فيقول الحقُّ- سبحانه: {قَدْ عَلِمْنَا} ولعلَّه يخبر الملائكة قائلاً: عَبدي الذي أخْرَجته من دنياه- ماذا بقي بينه مَنْ يهواه هذه أجزاؤه قد تَفرَّقَتْ، وهذه عِظامُه بَلِيَتْ، وهذه أعضاؤه قد تَفَتَّتَتْ!
{وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظُ}: وهو اللَّوحُ المحفوظ؛ أَثْبَتنا فيه تفصيل أحوالِ الخَلْقِ من غير نسيانٍ، وبيَّنَّا فيه كلَّ ما يحتاج العبدُ إلى تَذكُّره.


قوله جلّ ذكره: {ق وَالقُرْءَانِ المَجِيدِ}.
ق مقتاح أسمائه: قوي وقادر وقدير وقريب.... أقسم بهذه الأسماءِ وبالقرآن المجيد.
وجوابُ القسَم محذوف ومعناه لَتُبْعَثُنَّ في القيامة.
ويقال جوابه: {قَدْ عِلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مْنْهُمْ وَعِندَنَا كتابٌ حَفِيُظ} أي لقد علينا.. وحفت اللام لمَّا تطاول الخطاب.
ويقال: جوابه قوله: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ}.
قوله جلّ ذكره: {بَلْ عَجِبُواْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَئ عَجِيبٌ}.
{مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ}: هو محمد صلى الله عليه وسلم.
والتعجُّبُ نوعٌ من تعبير النَّفْسِ عن استبعادها لأمرٍ خارج العادة لم يقع به عِلْمٌ من قَبْل. وقد مضى القولُ في إنكارهم للبعث واستبعادهم ذلك: {أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ}.
أي يَبْعُدُ عندنا أَنْ نُبْعثَ بعد ما مَتْنا. فقال جل ذكره: {قَدْ عَلِمْنا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظُ}.
في هذا تسليةٌ للعبد فإنه إذا وُسِّدَ التراب، وانصرف عنه الأصحاب، واضطرب لوفاته الأحباب. فَمَنْ يَتَفَقَّدُه ومَنْ يَتَعَهَّدُه وهو في شفيرقبره، وليس لهم منه شيءُ سوى ذكرِه، ولا أحدَ منهم يدري ما الذي يقاسيه المسكين في حُفْرته؟ فيقول الحقُّ- سبحانه: {قَدْ عَلِمْنَا} ولعلَّه يخبر الملائكة قائلاً: عَبدي الذي أخْرَجته من دنياه- ماذا بقي بينه مَنْ يهواه هذه أجزاؤه قد تَفرَّقَتْ، وهذه عِظامُه بَلِيَتْ، وهذه أعضاؤه قد تَفَتَّتَتْ!
{وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظُ}: وهو اللَّوحُ المحفوظ؛ أَثْبَتنا فيه تفصيل أحوالِ الخَلْقِ من غير نسيانٍ، وبيَّنَّا فيه كلَّ ما يحتاج العبدُ إلى تَذكُّره.


قوله جلّ ذكره: {بَلْ كَذَّبُوا بِالحَقِّ لمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِى أَمرٍ مَّرِيجٍ}.
{مَّريجٍ} أي مختلط ومُلتبس؛ فهم يتردَّدون في ظُلُمات تحيُّرهم، ويضطربون في شكَّهم.
وقوله جلّ ذكره: {أَفَلَمْ يَنُظُرُواْ إلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ}.
أَوَلَمْ يعتبروا؟ أَوَ لَمْ يَسْتَدِلُّوا بما رفعنا فوقهم من السماء، رفعنا سَمْكها فَسَوَّيْناها، وأثبتنا فيها الكواكبَ وبها زَيَّناها، وأَدَرْنا فيها شَمْسَها وقمرَها؟ أو لم يروا كيف جَنَّسْناعَيْنَها ونَّوعْنا أَثَرَها؟
{وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَ رَوَاسِىَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}.
والأرض مددناها؛ فجعناها لهم مِهاداً، وجَعَلْنا لها الجبالَ أوتاداً، وأَنْبَتْنا فيها أشجاراً وأزهاراً وأنواراً....كل ذلك: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ}.
علامةً ودلالةً لكل من أناب إلينا، ورجع من شهودِ أفعالنا إلى رؤية صفاتنا، ومن شهود صفاتنا إلى شهودِ حقِّنا وذاتنا.
قوله جلّ ذكره: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ}.
أنزلنا من السماء ماءً مباركاً كثيرَ النفعِ والزيادة، فأنبتنا به {جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ}:
أي الذي يُحْصَد- كما تقول مسجد الجامع.
الأجزاء متجانسة.. ولكنَّ أوصافَها في الطعوم والروائحِ والألوانِ والهيئاتِ والمقادير مختلفة.
قوله جلّ ذكره: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ}.
والنخلُ باسقاتٌ: طويلاتٌ، لها طَلْعٌ منضود بعضُه فوق بعض لكثرة الطَّلْع أو لما فيها مِن الثمار. وكيف جعلنا بعض الثمار متفرقة كالتفاح والكمثرى وغيرهما، وكيف جعلنا بعضها مجتمعة كالعنب والرطب وغيرهما.. كلًَّ ذلك جعلناه رزقاً للعباد ولكي ينتفعوا به.
{وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ}.
وكما سقنا هذا الماء إلى بلدةٍ جفَّ نباتُها، وكما فَعلْنا كُلَّ هذه الأشياء ونحن قادرون على ذلك- كذلك نجمعكم في الحشر والنشر، فليس بَعْثُكُم بأبعدَ من هذا.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6